top of page
  • White Facebook Icon
  • White Instagram Icon
بحث

الخيل بمفهوم آخر ــــ لماذا أغلب تعاملاتنا مع الخيل تعتبر خاطئة؟ و كيف نبدأ في تصحيحها؟



حين نبدأ في التفكير في أصل انجذابنا للخيل و مرافقتها، نجد أن ما جذبنا اليهم أولاً هو حبنا لهذه المخلوقات المكرمة و العظيمة. و لكن حين نخوض في مجالات الفروسية المختلفة، من الممكن ان ننسى حبنا و تعظمينا المبدأي لهذه الخيل و نبدأ بتقديس الأمور الثانوية التي قد ننالها معهم، مثل الجوائز و النقاط و المال...






مبدأ فهم الخيل من معيار اعمق هو مبدأ لابد من توافره في كل شخص يتعامل مع الخيل بصفة مستديمة او مؤقتة. الحصان أصله كائن حيواني، بمعنى أن تركيبته و نظرته الى الحياة مختلفة تماماً عن نظرتنا كأشخاص.


مثلاً، الحصان لا يعقل بمفهوم الوقت. نعم، يعي بتعاقب الليل و النهار و نمط اليوم. و لكن، ليس بمقداره فهم اذا الوقت قد تأخر أولا، إذا مرت ٣ سنوات أو ٦، إذا كان اليوم هو سبت أو خميس...الخ. فبهذا، فإن الحصان لا يعي بأهمية ال٤٠ دقيقة المخصصة لتدريبه، كل مايعيه هو أن ما يجب فعله الان هو تلبية طلباتك و التوافق معها (خوفاً من العقاب او تطلعاً للتحفيز مّنا). الخيل تعيش في اللحظة كما هي، بدون توقعات او التزامات او إجبارات.







فهم تفكيرها، و دورنا في تشكيل سلوكها



بيلوجية الخيل تختلف تماماً عّنا كبشر. هذا الشيء قد يبدوا بديهي، لكنّا دائماً نرمي على عاتق الخيل صفات و "شخصيات" لا يمكن ان تنتمي اليهم ابداً. مثلاً، "هذا الحصان حقود!" أو " هذه الفرس تغار." هذه أعذار نلقيها كمحاولة استيعاب سلوكهم بمفاهيم تخصنا، مما يزيح عنا مسؤولية الخوض في فهم سلوكهم ككائنات مختلفة.



لفهم سلوك الخيل، لابد ان نفهم اولاً طريقة تفكيرهم و منظورهم للحياة+ كيف يتم انتاج هذا السلوك منهم؟


ابتداءاً، الحصان لايمتلك جزء الـ 'Frontal Lobe' او الـ" فص الجبهي" في الدماغ.



هذا الجزء هو المسؤول عن " القدرة على تمييز العواقب المستقبلية الناجمة عن السلوكيات الحالية والقدرة على الاختيار بين السلوكيات الجيدة والسيئة (أو الحسنة والأفضل منها)، وتجاهل أو قمع ردود الأفعال الاجتماعية المرفوضة، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الأشياء أو الأحداث ؛ إذاً فهي تشارك في الوظائف العقلية العليا." 



بمعنى أن توجد مفاهيم انسانية كثيرة لا تفهمها الخيل و لن تفهمها بقدر استيعابنا ابداً. منها: الاحترام، العناد، الحقد، الغيرة، الانتقام،...




افعالنا تقوم سلوكهم ــــ التحفيز الإيجابي



سلوك الخيل ينتُج عبر التحفيز. بمعنى، اذا تم تحفيز سلوك الحصان بشكل سلبي او ايجابي كردة فعل منا عن ما نتج منهم، فإن طريقة تعاملنا مع فعلهم يؤدى الى تحفيز هذا السلوك بشكل مباشر او غير مباشر. السلوك هو ناتج تراكمي.

دورنا في التعامل معهم هو دور تربوي و ارشادي. و التربية لابد من تأديتها من باب التحفيز الايجابي لأنهم يستجيبوا له بشكل أفضل. كونهم حيوانات ضحية، فإن مبدأهم الأساسي هو حماية أنفسهم من أي شيء يبدو كخطر أو تهديد لسلامتهم. فالضرب، و الشد، و الصراخ كله يترجم اليهم كخطر و تهديد، و هم عليهم حماية أنفسهم أولاً.


فلبدء تكوين رابطة صحية بين المالك\الراكب و الحصان عليك تقديم نفسك بشكل مسالم و مفيد لهم بشكل مستديم في كل تعاملاتك. و بعدها، يكون مبد التعامل بينك و بين الحصان ودي و على توافق و ليس صعب و من باب العنف و المقاومة.


بداية رحلتك في فهم الخيل هي أهم خطوة ممكن أن تتخذها في المجال الفروسي لأنها تؤكد لكلا الطرفين التواجد في علاقة ايجابية. و هي مسؤولية تجاهك كإنسان واعي. هذه بوابة لتشهد من خلالها الامكانيات الواسعة بينك و بين حصانك التي لم تكن تتخيل انها ممكنة.









 
 
 

Comments


bottom of page