الخيل بمفهوم آخر ــــ لماذا أغلب تعاملاتنا مع الخيل تعتبر خاطئة؟ و كيف نبدأ في تصحيحها؟
- Alyaa Alshareef
- May 4, 2021
- 3 min read
Updated: May 6, 2021
حين نبدأ في التفكير في أصل انجذابنا للخيل و مرافقتها، نجد أن ما جذبنا اليهم أولاً هو حبنا لهذه المخلوقات المكرمة و العظيمة. و لكن حين نخوض في مجالات الفروسية المختلفة، من الممكن ان ننسى حبنا و تعظمينا المبدئي لهذه الخيل و نبدأ بتقديس الأمور الثانوية التي قد ننالها معهم، مثل الجوائز و النقاط و المال...

مبدأ فهم الخيل من معيار اعمق هو مبدأ لابد من تحققه في كل شخص يتعامل مع الخيل بصفة مستديمة او مؤقتة.
الحصان أصله كائن حيواني، بمعنى أن تركيبته و نظرته الى الحياة مختلفة تماماً عن نظرتنا كأشخاص.
مثلاً، الحصان لا يعقل بمفهوم الوقت. نعم، يعي بتعاقب الليل و النهار و نمط اليوم. و لكن، ليس بمقداره فهم اذا الوقت قد تأخر أو لا، إذا مرت ٣ سنوات أو ٦، إذا كان اليوم هو سبت أو خميس...الخ. فبهذا، إن الحصان لا يعي بأهمية الـ٤٠ دقيقة المخصصة لتدريبه، كل مايعيه هو أن ما يجب فعله الان هو تلبية طلباتك و التوافق معها (خوفاً من العقاب او تطلعاً للتحفيز منك). الخيل تعيش في اللحظة كما هي، بدون توقعات او التزامات او إجبارات.

فهم تفكيرها، و دورنا في تشكيل سلوكها
بيلوجية الخيل تختلف تماماً عّنا كبشر. هذا الشيء قد يبدوا بديهياً، لكنّا دائماً نرمي على عاتق الخيل صفات و "شخصيات" لا يمكن ان تنتمي اليهم ابداً. مثلاً، "هذا الحصان حقود!" أو " هذه الفرس تغار." هذه أعذار نلقيها كمحاولة استيعاب سلوكهم بمفاهيم تخصنا، مما يزيح عنا مسؤولية الخوض في فهم سلوكهم ككائنات مختلفة.
لفهم سلوك الخيل، لابد ان نفهم اولاً طريقة تفكيرهم و منظورهم للحياة، و من ثم كيف يتم انتاج هذا السلوك منهم؟
ابتداءاً، الحصان لايمتلك جزء الـ 'Frontal Lobe' او الـ" فص الجبهي" في الدماغ.
هذا الجزء هو المسؤول عن " القدرة على تمييز العواقب المستقبلية الناجمة عن السلوكيات الحالية والقدرة على الاختيار بين السلوكيات الجيدة والسيئة (أو الحسنة والأفضل منها)، وتجاهل أو قمع ردود الأفعال الاجتماعية المرفوضة، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الأشياء أو الأحداث ؛ إذاً فهي تشارك في الوظائف العقلية العليا."
بمعنى، أنه توجد مفاهيم انسانية كثيرة لا تفهمها الخيل و لن تفهمها بقدر استيعابنا ابداً. منها: الاحترام، العناد، الحقد، الغيرة، الانتقام،...
افعالنا تقوّم سلوكهم ــــ "التحفيز الإيجابي"
سلوك الخيل ينتُج عبر التحفيز. بمعنى، اذا تم تحفيز سلوك الحصان بشكل سلبي او ايجابي كردة فعل منا عن ما نتج منهم، فإن طريقة تعاملنا مع فعلهم يؤدى الى غرس هذا السلوك بشكل مباشر او غير مباشر. السلوك هو ناتج تراكمي.
دورنا في التعامل معهم هو دور تربوي و ارشادي. و التربية لابد من تأديتها من باب التحفيز الايجابي لأنهم يستجيبوا له بشكل أفضل. كونهم حيوانات ضحية، فإن مبدأهم و هدفهم الأساسي هو حماية أنفسهم من أي شيء يبدو كخطر أو تهديد لسلامتهم. فالضرب، و الشد، و الصراخ كله يُترجم اليهم كخطر و تهديد، و هم عليهم حماية أنفسهم أولاً.
فلبدء تكوين رابطة صحية بين المالك\الراكب و الحصان عليك تقديم نفسك بشكل مسالم و مفيد لهم بشكل مستديم في كل تعاملاتك معهم. و بعدها، يكون مبدأ التعامل بينك و بين الحصان ودي و على توافق و ليس صعب و من باب العنف و المقاومة.
بداية رحلتك في فهم الخيل هي أهم خطوة ممكن أن تتخذها في المجال الفروسي، لأنها تؤكد لكلا الطرفين التواجد في علاقة ايجابية و مثمرة. و هي مسؤولية تجاهك كإنسان واعي. هذه بوابة يمكنك أن تشهد من خلالها الامكانيات الواسعة بينك و بين حصانك التي لم تكن تتخيل انها ممكنة بفمهوماتك السابقة و الراسخة عنهم.
اتعلم أكثر عن التحفيز الإيجابي و كيفية تطبيقه من خلال المصادر التالية:
Comments